مالطا- عروس البحر المتوسط ووجهة السياح العرب
تعد مالطا، عروس البحر المتوسط وواحدة من أكثر الوجهات أمانًا في العالم، مما يجعلها المكان المثالي للعائلات وقبلة للمسافرين من جميع أنحاء العالم، وخاصة ا من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط والباحثين عن تجربة فريدة تجمع بين روعة التاريخ وبهاء الحضارة والحداثة والرفاهية في وقت واحد. بتاريخها النابض بأسرار العصور وشواطئها السحرة ومرافقها الترفيهية والثقافية وفنادقها الفاخرة، تقدم مالطا لزوارها تجربة استثنائية لقضاء عطلة لا تنسى سيكتشف الزائر من خلالها أثر الحضارة العربية التي لا تزال راسخة ثنايا هذه الجزيرة الأوروبية.
لا تكتمل أي رحلة إلى مالطا بدون استكشاف تاريخها وتراثها الذي يزخر بحكايا الماضي الساحرة من العصور الحجرية إلى العصر الحديث. ينبع تنوع الثقافة في مالطا من حضارة عمرها 7000 عام، حيث يوجد فيها أقدم المعابد الصخرية القائمة بذاتها على وجه الأرض من فترة ما قبل التاريخ.
فاليتا، عاصمة مالطا، مصنفة كموقع تراث عالمي من اليونسكو. كما لدى فاليتا العديد من الألقاب، جميعها تذكر بماضيها التاريخي الغني. إنها “المدينة الحديثة” التي بناها فرسان القديس يوحنا؛ تحفة من عصر الباروك، مدينة فنية أوروبية ومدينة تراث عالمي. في قلب فاليتا، ستجدون قصر غراند ماستر، ومسرح مانويل الذي تم إنشاؤه عام 1731.
تُعد مالطا وجهة فاخرة توفر خيارات إقامة متنوعة تلبي توقعات الزوار الباحثين عن التميز والرفاهية. من الفنادق الفخمة بإطلالات ساحرة على البحر المتوسط، إلى الفيلات الراقية والمنتجعات الساحلية، تقدم مالطا تجارب إقامة لا تُنسى تجمع بين الأناقة والخدمة الاستثنائية.
كما وتستضيف ماطلا العديد من الاحتفالات والفعاليات المختلفة التي تقام على مدار العام، لعلّ أشهرها مهرجان مالطا للألعاب النارية الذي يقام هذا العام في الفترة من 24 إلى 30 أبريل 2024، حيث تعد كل ليلة عرضًا جميلاً من الألوان والتنسيق. أما مهرجان مالطا الدولي للفنون فإنه يضم مجموعة واسعة من أشكال الفن، مثل المسرح والرقص والموسيقى. تشمل الأماكن مركز مؤتمرات البحر الأبيض المتوسط، ومسرح سبادجو كرييتف في سانت جيمس كافالير في فاليتا وغيره ومن المقرر إقامته هذا العام في الفترة من 14 إلى 23 يونيو 2024.
ويقام مهرجان مالطا الدولي لموسيقى الجاز على مدار ثلاث ليالٍ في شهر يوليو من كل عام في فاليتا. حيث تقدم مجموعة من أفضل الفنانين العالميين والمالطيين مزيجًا انتقائيًا من أنماط موسيقى الجاز من المشهد الموسيقي الحالي. أما توتيه بيانكا فهو حدث سنوي يقام في شهر أكتوبر ويضيء منظر مدينة فاليتا باحتفال ليلي مذهل للناس والثقافة والفنون. تستضيف الشوارع والأماكن الثقافية في العاصمة المالطية مجموعة متنوعة من وسائل الترفيه.
تفتح قصور الدولة والمتاحف أبوابها لإسعاد روادها بمعارض الفنون البصرية والعروض المسرحية، بينما تعرض الشوارع والساحات في الهواء الطلق بعضًا من أفضل الموسيقيين والراقصين المحليين والعالميين. كما وتظل المقاهي والمطاعم مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل مع وجود العديد من أكشاك الطعام والطاولات التي تشغل الشوارع.
ومن الفعاليات المميّزة في مالطا، يبرز مالطا كلاسيك الذي يرحب بعشاق السيارات والعائلات لاكتشاف بعض من أكثر السيارات الكلاسيكية أناقةً وطلبًا في العالم. أما سباق رولكس للبحر الأوسط فهو واحد من أبرز الأحداث البحرية في العالم، ويقام سنويًا في مالطا. يجذب هذا السباق المتسابقين واليخوت من جميع أنحاء العالم لخوض تحدي الملاحة حول البحر الأوسط، مما يجعله حدثًا بارزًا في روزنامة السباقات البحرية العالمية.
يعتبر فن الطهو في مالطا من الفنون العريقة، واحتفالا بنكهات البحر الأبيض المتوسط والتاريخ. فمهما كان نوع تجربة تناول الطعام التي تتوقون لها، سواء أكانت وجبة خفيفة سريعة، أم تجربة طهي رائعة في مطعم حائز على نجمة ميشلان، أو تجربة شهية في بعض المأكولات المحلية الرائعة، فهناك دائمًا شيء يحاكي متعة التذوّق لديك. تأثر المطبخ المالطي بالمطبخ الإيطالي، وبخاصة صقلية، ولكن مع لمسة من المطبخ العربي والشمال الإفريقي وقليل من خصائص المطبخ المالطي.
الوجبات الخفيفة في مالطا تكون في العادة عبارة عن حساء أو معكرونة أو ريزوتو أو أنتيباستو، في حين تشمل الأطباق الرئيسية المعكرونة والبطاطس واللحوم أو الأسماك. وعند تواجدكم في مالطا لا تنسوا أن تجربوا الباستيزي المالطي، المعجنات التقليدية بحشوتها من الريكوتا أو البازلاء بالكاري. تُعد هذه الفطائر الذهبية الشهية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المحلية في مالطا، ويوجد مطعم متخصص في صنع الفطائر في كل قرية تقريبًا، مزودًا المقاهي عبر الجزيرة بتلك اللقيمات الذهبية التي تعكس ثراء الثقافة المالطية وعراقتها.
تزخر مالطا بالعديد من المقوّمات التي تجعلها وجهة سياحية مثالية للباحثين عن المغامرة والأنشطة الرياضية المختلفة. سواء كنتم من عشاق البحر أو من محبي الطبيعة، فإنكم ستجدون فيها المكان المناسب لتحقيق تطلعاتكم. فبفضل مناخها المثالي ومجموعة مذهلة من المواقع تحت الماء، من السهل معرفة سبب اختيار مالطا باستمرار كواحدة من أفضل وجهات الغوص في العالم.
يأتي الغواصون إلى الجزر المالطية من كل مكان لاستكشاف مياهها الصافية، فهي تقدم مجموعة واسعة من خيارات الغوص على الشاطئ والقوارب في أعماق متفاوتة، وهناك ما يناسب الغواصين من جميع القدرات. هنا في قاع بحر مالطا المليء بحطام القوارب والطائرات والتماثيل، حيث يقدم كلّ منها نظرة ثاقبة على ماضيها الواسع والحيوي.
استكشفوا سفينة إتش إم إس ماوري المذهلة، أو سفينة أم الفارود، وإذا كنتم من الغواصين المحترفين فلا تفوتوا مشاهدة حطام طائرة فيري سووردفيش من فترة الحرب العالمية الثانية الموجودة في شمال غرب مالطا بالقرب من ساحل سليما الجميل.
وبفضل مناخها الجميل وأشعة الشمس التي تداعب الجزيرة طوال العام، تقدم مالطا ملاذًا مثاليًا لعشاق الأنشطة الخارجية والمناظر البحرية وجمال الأراضي الغناء وعجائب الطبيعية وتقدم مجموعة متنوعة من مسارات المشي للمسافات الطويلة التي تلبي تطلعات كل محب للاستكشاف. وبفضل مناخها الدافئ والمريح، تعتبر هذه الجولات الطبيعية مجرد واحدة من بين العديد من الأنشطة التي يمكن الاستمتاع بها طوال العام في مالطا.
تجذب جمال الأزهار البرية الساحر الكثيرين إلى هذه الجزيرة، كما تزخر مالطا بكنوز طبيعية أخرى مثل الكهوف، والمنحدرات، والأطلال التاريخية. المناطق مثل حديقة ماجيسترال للطبيعة والتاريخ تعد مثالية لمن يرغبون في المشي لمسافات طويلة يوميًا، بينما توفر الجزر الأخرى مثل غودش وكومينو، فرصًا فريدة للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة والريفية. مع توفر العديد من خيارات رحلات المشي لمسافات طويلة.
ويحتل التسوق مكانة متقدمة ضمن قائمة الأنشطة المحببة لدى زوار مالطا، إذ تقدّم مالطا لهم تجارب تسوق متنوعة وفريدة من نوعها ترضي جميع الأذواق. من الأسواق الشعبية والحرف اليدوية والهدايا التذكارية المميزة، إلى المراكز التجارية العصرية التي تضم أشهر الماركات العالمية، إنها فرصتك لشراء ما تحلم به.
أما منافذ البيع بالتجزئة والمراكز التجارية متوفرة في جميع المدن والقرى الكبرى، ولكن أبرز هذه المواقع توجد في فاليتا في شارع الجمهورية وشارع التجار؛ وفي تاس-سليما على طول طريق البرج، شارع بيزازا، والستراند؛ وفي سانت جوليانس وبايسفيل؛ وفي مركز بلدة باولا؛ والشارع العالي؛ وفي موستا حول مركز المدينة؛ وفي بوجيبا وخليج سانت بول؛ وفي فيكتوريا في غودش.
شهدت مالطا حقبة مهمة من الحكم العربي استمرت لأكثر من 400 عام، ترك خلالها العرب بصمات عميقة على الجزيرة في شتى مناحي الحياة من الطعام وحتى الهندسة المعمارية واللغة المالطية، حيث تعد اللغة شاهدًا حيًا على هذا التأثير العريق. الأسماء الجغرافية، الأرقام، أيام الأسبوع، والعديد من الكلمات الأساسية في المحادثة اليومية تظهر مدى هذا التأثير والترابط الثقافي.