بروناي دار السلام.. ماضٍ عـريق

رحلة جميلة ومتعة غير مسبوقة ومناظر تقع عليها عيناك ربما للمرة الأولى وطبيعة خلابة، وغطاء أخضر يلف كل مكان حولك، مملكة لم تكتشف معالمها بعد.

تلك الرحلة التي تقوم بها إلى بروناي دار السلام، دولة سياحية من الطراز الأول بجانب كونها ذات اقتصاد قوي وغني فهو مزيج من المشاريع الأجنبية والمحلية، كما يشكل انتاج النفط الخام والغاز الطبيعي ما يقرب من نصف الناتج المحلي، كما يوجد دخل كبير من الاستثمارات الخارجية يكمل الإنتاج المحلي.

بموجب دستور بروناي 1959 فإن صاحب البادوكا سيري با دينغا السلطان الحاج حسن البلقيه معز الدين وعد الله هو قائد الدولة مع كامل السلطة التنفيذية، وعند زيارة المتحف الملكي ما يسمى بمتحف السلطان تجد شجرة عائلة للسلطان حسن البلقيه الذي امتد نسبه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما توضح الشجرة. أصول كريمة لأسرة لها تاريخ. وعلاقات بروناي الخارجية جيدة فهي العضو رقم 49 في رابطة دول الكومنوليث، كما انضمت لمنظمة آسيان عام 1984 لتصبح العضو السادس في المنظمة.

كونها دولة اسلامية أصبحت بروناي دار السلام عضوا كامل العضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي . وهي دولة محافظة على التقاليد الإسلامية، فسنت قوانين في هذا الإطار منها عدم شرب الحكوليات حتى في الفنادق، كما تلاحظ عمارة اسلامية تتسم بالفخامة الفائقة في بناء المساجد المتواجدة بوفرة في كل الأماكن حتى فوق الماء.

المدن الرئيسة

تمتد بروناي على مساحة 5766 كم2 ويبلغ عدد السكان 428000 نسمة حسب إحصاء العام 2010 يعيش معظمهم في العاصمة بندر سري يكاوان وهناك مدن أخرى مثل المدينة الميناء موارا والمدينة المنتجة للنفط سيريا والقرية المجاورة لها كوالا بيليت، يوجد في منطقة بانغا التابعة لإقليم بيليت أعداد كبيرة من المغتربين نظرا لمركز شركة شل. تقع معظم مدن بروناي ضمن أراضي الغابات المطيرة المنخفضة لبورينيو والتي تغطي معظم الجزيرة ولكن توجد أيضا مناطق الغابات المطيرة الجبلية الداخلية. ومناخ البلاد هو مناخ الغابات الاستوائية المطيرة.

السوق الشعبية

ترى عند رؤية هذه السلطنة وكأنها كلها منطقة سياحية، الشوارع والمحال والجبال الخضراء وقرية الماء وحتى فنادقها الفخمة، ومساجدها المترامية في كل أطراف المدينة، بساطة الطبيعة تثير الدهشة والإعجاب،

الأماكن السياحية كثيرة فسوقهم الشعبي يقتني مجموعة من المنتجات المحلية الخاصة فقط بمجتمعهم فعندما ترى هذه البضاعة تقريباً لا تعرف منها إلا النادر، سوق بسيط بالخيم يحتضنه نهر صغير يخترق المدينة، القائمون على السوق معظمهم من بروناي، الهدوء والأمان هما غطاء السوق المفتوح.

متحف بروناي

يقع على تلة في شارع كوتا باتو، يعرض هذا المتحف معروضات من الفنون الإسلامية من بينها مجموعة كبيرة من المصاحف والمخطوطات. كما يعرض المتحف معروضات برونزية ومعروضات التاريخ الطبيعي.

المتحف قريب أيضا من أضرحة شريف علي، وسلطان بروناي الثالث، والسلطان بلقية، وسلطان بروناي الخامس. ويعرض أيضا في بهو المتحف بعض المقتنيات المتعلقة بالحياة القديمة والتي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية وتدرجها وتطورها بمرور الوقت حتى الآن.

المتحف الملكي

متحف خاص بالعائلة المالكة يضم مجموعة من الصور النادرة وبعض الآلات العسكرية ومقتنيات خاصة بالعائلة المالكة من زي ورسوم لبعض الطقوس الخاصة، ويكسو المتحف اللون الأصفر، فالذهب يطلي كل المقتنيات بشكل يصل أحيانا إلى حد المبالغة.

مسجد السلطان حسن البلقيه

تحفة معمارية حقيقية يعد من أجمل مساجد العالم، يحتوي 29 قبة، رخام ايطالي يكسو أرضية المسجد ومداخله من سلالم وجدران، فخامة تبهرك من أول وهلة، يحتوي مكتبة بها مجموعة من الكتب في جميع المجالات ثقافية، دينية، صحية وأيضا بعض الكتب النادرة. يحيط بالمسجد من الخارج حديقة تكسوها الخضرة، وشبكة انارة، تمتزج مع الخضرة لتكون لوحة روحانية نادرة.

ذتحفة معمارية بكل المقاييس مسجد مصنوع من الذهب، شيد على بحيرة صغيرة وسط العاصمة بندر سيري بيجاوان تم بناؤه في العام 1958 وبلغت تكلفته 5.000.000 مليون دولار وهو من دون شك أجمل مسجد في سلطنة بروناي.

حديقة أولو تيمبورونغ

تحتل 40 ٪ من مساحة الأرض، تعرض هذه الحديقة الحياة النباتية والحيوانية الغنية، ويمكن التنقل في الحديقة عن طريق ممرات للمشاة ، إحداها سيأخذك إلى شلال سونجاي ابان. إذا كنت تشعر بروح المغامرة،

يمكنك السير في المنطقة الوعرة على الأقدام لمدة يومين الى بوكيت بيلالونج. يضم الممشى الذي يوجد بالحديقة مظلة تعد واحدة من أطول المظلات في العالم.

للوصول للحديقة لابد وأن تستهل قارباً صغيراً، رحلة ممتعة وشاقة في نفس الوقت اصطدام المركب بصخور القاع كل فترة يستدعي منك النزول لماء النهر وتحريك القارب للمرور من هذه المنطقة الضحلة على التي تليها وهكذا تتكرر الحالة كثيراً، تستغرق الرحلة حوالي ساعتين حتى ترى الغابات الخضراء والتي لم تطؤها قدم بشر تتخللها الشلالات والممرات المائية الصغيرة في مناظر خلابة ممكن ان تسمع عنها ولكن صعب ان تراها.

شاطئ الغابة

واحد من الشواطئ الكثيرة الموجودة في بروناي فيمتزج شاطئ البحر بالغابة، في هذه الرحلة تستخدم الدراجات النارية وتتجول بين اشجار الغابة تارة وتارة أخرى على شط البحر في مغامرة جديدة من مغامرات الرحلة الممتعة إلى بروناي.

الأكلات الشعبية

مائدة الطعام في بروناي غنية بالتشكيلة الموجودة في معظم دول جنوب شرق آسيا، وخصوصاً طعام البحر، فهناك مزيج من جميع مطابخ المنطقة مع المطابخ العالمية، وخصوصا الإيطالية، وإجمالاً فإن كل منتجات البحر من اللحوم؛ تتواجد على المائدة.

ومن الأكلات الشعبية «روني براتا»، وهي نوع من الخبز المقلي، ويقدم مع السمك، أو كاري الدجاج، «ليماك ناسي»، وهي جوز الهند يقدم مع الأرز والفول السوداني والبيض والخيار، و«سوتو»، وهي حساء سميك، يتكون عادة من الدجاج أو اللحم البقري.

كل الدهشة تجدها عند زيارة قرية الماء

الإثارة والدهشة تجدهما عند زيارة قرية الماء قرية في قلب البلدة كلها شيدت منذ نحو 700 عام فوق الماء، بالطبع مرت بمراحل كثيرة من الترميم والتجديد والتطوير، كاملة المرافق، فيها المدارس والمساجد والسكن الكامل والأثاث ويتحرك ساكنو القرية في ما بينهم على ممرات خشبية بكل سهولة ويسرو وهناك بعض المدارس تقوم بتدريس المنهاج العربي.

ولابد هنا من الإشادة بنظام المواصلات المائية الذي يتيح التنقل بسهولة على مدار الساعة، البيوت في هذه القرية، لا تختلف عن مثيلاتها على اليابسة، فهي مجهزة بكل متطلبات السكن من تكييف وغرف نوم وغرف معيشة وحمامات. تستقل الحافلة المائية نحو أطراف القرية لتجد أن الغابة تحد النهر من الجانبين، وترى داخل الغابات المتدلية على النهر بعض القرود، التي سبحان الخالق لها شكل مختلف عن كل قرود العالم، فتمتاز بالأنف الطويل المميز لقردة بروناي، الجدير بالذكر أيضاً هو إلقاء الضوء على طيبة وكرم وبشاشة هذا الشعب، فمثلاً أهل قرية الماء لا يمانعون أبداً في أن يضيفوك ويدخلوك بيتهم ويقومون معك بواجب الضيافة على أكمل وجه.

حضارة ضاربة في القدم

تعرف رسمياً باسم بروناي دار السلام، أو أمة بروناي أو أرض السلام، هي دولة تقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورينيو في جنوب شرق آسيا، وهي الدولة المستقلة الوحيدة على جزيرة بورينيو، حيث تتقاسم ماليزيا وإندونيسيا بقية الجزيرة.

ترجع نشأة بروناي للقرن السابع الميلادي، عندما كانت دولة لمملكة سريفيجايا تحت اسم بوني، أصبحت بعد ذلك دولة تابعة لإمبراطورية ماجاهيت قبل اعتناق الإسلام في القرن الخامس عشر. خلال ذروة امتداد إمبراطورتيها وامتدت سيطرة السلطنة لتشمل المناطق الساحلية من ما يعرف في هذه الأيام بسرواك وصباح وأرخبيل سولو والجزر الواقعة قبالة الطرف الشمالي الغربي من جزيرة بورينيوز.

زار فرديناند ماجلان هذه الدولة البحرية في عام 1521 م، وحاربت اسبانيا في حرب قشتالة سنة 1578م. بدأت الإمبراطورية بالتراجع بعد إجبارها بالتنازل عن سرواك لجيمس برك، والتنازل عن صباح لشركة شمال بورينيو المسجلة البريطانية. بعد خسارة ليمانج أصبحت بروناي محمية بريطانية سنة 1888م، ثم أقام بها حاكم بريطاني سنة 1906م. ثم استعادت استقلالها من المملكة المتحدة في الأول من يناير 1984، أدى النمو الاقتصادي خلال السبعينات والتسعينات، والذي وصل معدله 56% ما بين سنتي 1999 و2008 إلى تحويل البلاد إلى دولة صناعية حديثة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *