رأس الخيمة.. وجهةٌ استثنائية تمضي قدماً نحو آفاق جديدة

تزخر إمارة رأس الخيمة، الواقعة في أقصى شمال دولة الإمارات العربية المتحدة، بمساحات طبيعية ساحرة وإرث حضاري وثقافي عريق تعود جذوره إلى أكثر من 7 آلاف عام، لتوفر بذلك وجهة مثالية للاسترخاء والتمتع بتجربة الضيافة العربية الأصيلة.

وتعد رأس الخيمة الجهة المثالية للراغبين بالاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخّلابة وأشعة الشمس الدافئة على مدار العام، بدءاً من الشواطئ الخلابة وأشجار المنغروف والصحاري ذات الرمال الذهبية والواحات الخضراء، وصولاً إلى سلسلة جبال الحجر الساحرة التي تحتضن قمة جبل جيس، أعلى قمة جبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ينخفض فيها متوسط درجة الحرارة إلى 10 درجات مئوية عن باقي مناطق الدولة.

وتتخطى رأس الخيمة كونها مجرد وجهة سياحية اذ تقدم لزوارها تجربة العمر بفضل مناظرها الطبيعية ومعالمها المتنوعة والتجارب المميزة التي تناسب جميع الزوار بدءاً من الاسترخاء على الشواطئ الرملية الممتدة على مسافة 64 كيلومتراً، والفنادق والمنتجعات الفاخرة، والاستمتاع بممارسة الرياضات المائية ولعب الجولف في الملاعب المطلة على الواجهة البحرية. ويمكن للزوار العبور بين أشجار المنغروف من خلال مغامرات قوارب «الكاياك» التي تتيح لهم استكشاف روعة الحياة البحرية والطيور التي تقطنها. وتقدم رأس الخيمة فرصة فريدة لعشاق رحلات السفاري لاختبار تجربة صحراوية وسط الكثبان الرملية، وركوب الجمال والخيول والتخييم الليلي بين الجبال والصحاري والقيام بالعديد من الأنشطة مثل المسير الجبلي أو ركوب الدراجات الهوائية أو تجربة أطول مسار انزلاقي في العالم بين منحدرات جبل جيس، الذي يرتفع 1,934 متراً عن مستوى سطح البحر.

على مدار السنوات القليلة الماضية، كشفت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة عن أربعة مشاريع صديقة للبيئة تتمحور حول المغامرة في جبل جيس، معززة مكانة الإمارة كمركز لوجهات المغامرات الطبيعية في الشرق الأوسط، لتشكل إضافة مميزة للوجهات الفريدة التي تقدمها إمارات الدولة الأخرى. وتضم تجارب المغامرة كل من جبل جيس فيا فيراتا (للتسلق المحمي) الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي والذي  يضم تحديات التسلق وعدة مسارات انزلاقية، ومنتزه منصة المشاهدة على قمة جبل جيس، والذي يضم سبع منصات تتيح للزوار الاستمتاع بمناظر بانورامية مذهلة لسلسلة جبال الحجر الرائعة ، وجبل جيس فلايت: أطول مسار انزلاقي في العالم، الذي تم إطلاقه منذ أكثر من عام. هذا وتم الإعلان مؤخراً عن افتتاح «جولة منزلقات جبل جيس» أحدث  وجهة للمغامرات في جبل جيس والتي تتكون من سبعة مسارات انزلاقية وجسر معلق بطول 15 متر.

أما «جبل جيس فلايت» ، فيعد أحد أبرز الوجهات التي تحظى بشهرة واسعة بين الباحثين عن التشويق وعشاق المغامرات من مختلف أنحاء العالم. ويمتد مسار «جبل جيس فلايت» على طول 2.83 كيلو متراً، أي ما يعادل طول 28 ملعب كرة قدم ويمتد عبر صدع جبل جيس، حيث يحلق المغامرون على ارتفاع 1680 متراً فوق مستوى سطح البحر في تجربة لا تضاهى.

ولا يقتصر ما تقدمه رأس الخيمة لأولئك الباحثين عن المتعة على تجربة «جبل جيس فلايت « و»جولة منزلقات جبل جيس» و»جبل جيس فيا فيراتا (للتسلق المحمي)»، فالشركات التي تدير مرافق سياحة المغامرات في رأس الخيمة توفر للزوار مرشدين معتمدين وخبراء يقدمون لهم تجربة لا تنسى. كما تقدم الإمارة لعشاق المغامرة العديد من الانشطة تتنوع بين مسارات المشي وتسلق الجبال والتجديف والاستمتاع بالمناظر والتضاريس الجبلية الخلابة. وتوفر الإمارة لعشاق الدراجات الهوائية من كافة الفئات والخبرات مسارات تطل على مناظر ساحرة في جبل جيس وجبل يبر ووادي شوكة الذي يقع على حافة جبال الحجر ويضم منطقة متنوعة بها العديد من خيارات تشمل مسارات المشي والجري وركوب الدراجات. كما يعتبر الوادي مكاناً مثالياً ل للراغبين بتجربة التخييم بين أحضان الطبيعة والابتعاد عن زخم المدينة.

تعد الصحراء ذات الرمال الحمراء الفريدة في رأس الخيمة واحدة من أكثر المناطق خصوبة في المنطقة، وذلك بسبب سقوط الأمطار عليها بمعدل أعلى من المتوسط. ويمكن للزوار اليوم التعرف على نمط حياة البدو في مختلف المخيمات الصحراوية أو خوض مغامرة السفاري أو ركوب الجمال أو الخيول. ويقدم مركز الوادي للفروسية لعشاق الصحراء تجربة فريدة من نوعها للاستمتاع بركوب الخيل والجمال والسير في منطقة تبلغ مساحتها 500 هكتار في قلب وادي خديجة.

وتوفر إمارة رأس الخيمة لمحبي الحضارة فرصة زيارة الأماكن التاريخية مثل قلعة ضاية، الموقع الأثري الأكثر زيارة في رأس الخيمة، والذي يعد مثالاً على سعي الإمارة المتواصل للمحافظة على إرثها وتاريخها العريقين. وقد تم بناء القلعة في القرن التاسع عشر فوق أساسات قلعة قديمة، وتعتبر قلعة ضاية القلعة الوحيدة التي تم بناؤها فوق تلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتمنح الزوار إطلالة رائعة على حدائق النخيل المورقة والبحر والجبال المهيبة.

كما بإمكان عشاق التراث والتاريخ من زوار الإمارة الذهاب في رحلة عبر الماضي إلى عصر اللؤلؤ الذهبي من خلال زيارة مزرعة لآلئ السويدي، التي يملكها عبدالله السويدي، حفيد أحد آخر غواصي اللؤلؤ الباقين، وهي مزرعة اللؤلؤ الوحيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقدم اللؤلؤ من مصادر محلية لصائغي المجوهرات في جميع أنحاء العالم. تقدم هذه التجربة فرصة التعرف على صناعة اللؤلؤ التي كانت تمثل الركن الرئيسي لاقتصاد الإمارة في الماضي فضلاً عن الغوص بحثاً عن اللؤلؤ وتجربة فتح المحار والتجديف وتناول طعام الغداء الإماراتي التقليدي.

أما قرية الحمرا فتعتبر إحدى الوجهات التي تعد الباحثين عن الفخامة من جميع أنحاء العالم بتجربة غامرة مليئة بالنكهات الشهية والإقامة الفاخرة. تقع قرية الحمرا على شواطئ الخليج العربي، وتبلغ مساحتها 77 مليون قدم مربع، بما في ذلك 1500 كيلومتر من الشواطئ الخلابة؛ وأكثر من 1000 فيلا ومنزل مستقل؛ وما يقرب من 2500 شقة سكنية؛ وخمسة فنادق؛ وملعب غولف من 18 حفرة؛ وميناء ومركز تسوق.

لا حدود للفخامة التي يمكن أن تمنحها جزيرة المرجان لزوارها، فعلاوة على الشواطئ الخلابة والأجواء المريحة، تقدم جزيرة المرجان للزوار تجارب متعددة لا نظير لها. تتكون جزيرة المرجان من أربع جزر تمتد لمسافة 4.5 كم داخل المياه الفيروزية اللون الخلابة برأس الخيمة، وهي تقع في أقصى شمال الإمارات العربية المتحدة، وقد سميت بالمرجان نظراً لشكلها الشبيه بالشعاب المرجانية. وتمنح الجزيرة الزوار مزيداً من الترفيه والاسترخاء.، حيث تضم ثلاثة منتجعات وتنظم أكبر عروض للألعاب نارية في العالم خلال احتفالات السنة الجديدة والتي دخلت موسوعة «غينيس للأرقام القياسية» عامي 2018 و2019، مع وجود الكثير من وسائل الترفيه والاِسترخاء.

تعود الشعبية الواسعة التي تتمتع بها إمارة رأس الخيمة إلى سهولة الوصول إليها من مختلف أنحاء العالم. فرأس الخيمة تقع على بعد 45 دقيقة فقط من مطار دبي الدولي. وعلى الرغم من قربها من دبي؛ إلا أن درجة الحرارة في الإمارة تقل بنحو 4 درجات عن باقي أرجاء الدولة في فصل الصيف وتنخفض إلى 10 درجات على الجبال.

كما توفر إمارة رأس الخيمة لزوارها العديد من خيارات الإقامة المتنوعة تتراوح ما بين المنتجعات الشاطئية الفاخرة التي تديرها أبرز العلامات التجارية العالمية، ومنتجعات وفنادق وسط المدينة والشاطئية المناسبة للعائلات إضافة إلى الشقق الفندقية المثالية. ويتوفر في الوقت الحالي أكثر من 6،700 غرفة فندقية في رأس الخيمة. ومن المتوقع أن توفر الوجهة أكثر من 12000 غرفة فندقية بحلول عام 2021. ويأتي ذلك في أعقاب تأكيد علامات تجارية فندقية جديدة افتتاح مشاريع لها في الإمارة.

ويسهم التنوع الفريد من المناظر الطبيعية الخلابة والعروض المميزة برفع معدلات الزوار الوافدين إلى الإمارة، حيث تفخر رأس الخيمة بتسجيل مستويات قياسية في عدد زوارها من الأسواق المحلية والدولية فضلاً عن النسب المرتفعة لإشغال الغرف وطول مدة الإقامة، ما جعل الإمارة من أسرع الوجهات السياحة نمواً في المنطقة، مع تطلعات الإمارة  وأهمها من ناحية تقديم الفرص لاجتذاب المستثمرين.

وتعمل رأس الخيمة في الوقت الراهن على اجتذاب المزيد من المستثمرين للمساهمة في تشييد وتشغيل الفنادق والأنشطة السياحية، وذلك لتدعيم أهداف الإمارة الرامية لإلى استقطاب نحو 1.5 مليون زائر بحلول عام 2021؛ و3 ملايين زائر بحلول عام 2025. وتقدم الإمارة خيارات استثنائية للراغبين بالاستجمام والاسترخاء في المرافق الفاخرة والباحثين عن خوض المغامرات وعشاق استكشاف الثقافات، فضلاً عن سعيها الدائم لتعزيز عروضها في القطاعات المحددة، إلى جانب إقامتها للعديد من الفعاليات الهامة والمهرجانات الموسيقية والثقافية والرياضية، حيث تعزز هذه الفعاليات من حضور رأس الخيمة كوجهة استثنائية على الخارطة السياحية العالمية.

كشفت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة مؤخراً عن استراتيجيتها الجديدة الوجهة 2019-2021، والتي تحدد الرؤية والإطار لتطوير السياحة في الإمارة خلال الأعوام القادمة. وجاء الإعلان عن الاستراتيجية الجديدة في أعقاب النجاح الكبير الذي حققته استراتيجية «الوجهة 2019»، والتي تجاوزت أهدافها المحددة في عام 2016. وتهدف الاستراتيجية الجديدة إلى مواصلة ابتكار المزيد من الخيارات والمغامرات الجذابة التي تجمع بين أبرز المعالم السياحية في الإمارة.

وستنظر استراتيجية الوجهة الجديدة أيضاً في توسيع فرص العمل في المجال السياحي، حيث تهدف إلى دعم توفير 10 آلاف فرصة عمل إضافية في قطاع السياحة والضيافة بحلول عام 2021، إضافة إلى تشجيع استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز القدرة التنافسية الشاملة للقطاع واستقطاب المزيد من الاستثمارات الدولية والمحلية لتوفير بيئة مثالية للنمو المستدام.

وفي الوقت الراهن، تسعى إمارة رأس الخيمة إلى تعزيز عروضها المتعلقة بقطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض (MICE) والفعاليات الرياضية خلال السنوات القليلة القادمة. تم واستضافة عدد من الفعاليات الكبرى مثل «منتدى رواد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2019» الذي نظمه المجلس العالمي للسفر والسياحة  في أكتوبر 2019، والمؤتمر العربي للاستثمار الفندقي (AHIC) الذي استضافته الإمارة في أبريل في مركز الحمراء الدولي للمعارض والمؤتمرات في رأس الخيمة، والذي يعد معلماً معمارياً مميزاً  يمتد على مساحة إجمالية قدرها 4500 متر مربع مع إطلالة خلابة على البحر. يلعب مركز الحمراء الدولي للمعارض والمؤتمرات دوراً أساسياً في دعم قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض (MICE) في الإمارة،  كما يعد  مكاناً مثالياً لاستضافة الفعاليات الكبيرة بما في ذلك المناسبات الخاصة وحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة. بالإضافة إلى هذه المؤتمرات الكبرى، تم استضافة جوائز السفر العالمية في رأس الخيمة لأول مرة في عام 2018 ، كما عقدت النسخة الأولى من قمة السفر البلجيكية (BTS) في الإمارة في مايو 2019. وتستمر المحادثات مع الأطراف المعنية لجلب المزيد من المؤتمرات والمعارض العالمية إلى الإمارة وتعزيز محفظتها المتنامية.

استقطبت الإمارة مؤخراً العديد من الفعاليات الرياضية العالمية المرموقة على غرار «الطريق إلى رأس الخيمة» (المرحلة الأخيرة من جولة التحدي الأوروبي للجولف)؛ ونصف ماراثون رأس الخيمة؛ وTough Mudder؛ و Hajar Ultra وطواف الإمارات، والتي تلعب دوراً هاماً في تعزيز السياحة الرياضية في الإمارة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *