معالجة مقاومة مضادات الميكروبات وتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030

عقد السيد فولكان بوزكير رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة، حوارًا رفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، يدعو من خلاله إلى تسريع وتيرة اتخاذ إجراءات للتصدي لتهديد مقاومة مضادات الميكروبات الآخذ في التفاقم. ومن المتوقع أن يناقش قادة العالم الذين سيشاركون في هذا الحوار إلى جانب خبراء الأمم المتحدة ورجال الأعمال وقادة المجتمع المدني، خطوات عملية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات في ظلّ خطط التعافي من جائحة كوفيد-19.

وقال السيد Volkan Bozkir: “إنّ مقاومة مضادات الميكروبات هي الجائحة غير المرئية التي نتجاهلها والتي تهدد حياتنا. ولا بدّ للتدابير الرامية إلى معالجة مقاومة مضادات الميكروبات أن تؤدي دورًا محوريًا في خطط التأهّب لمواجهة الجوائح في المستقبل والتعافي من جائحة كوفيد-19. وسيساعدنا نهج صحة واحدة على الاعتراف بشكل أفضل بالروابط القائمة بين الإنسان والحيوان والنباتات وبيئتنا المشتركة لكي نجعل عالمنا يتمتّع بصحة أفضل للجميع”.

ويعترف نهج صحة واحدة بالروابط المتينة القائمة بين الإنسان والحيوان والبيئة. وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات، وهي إحدى أكبر المخاطر العالمية التي تهدد صحة الحيوان والإنسان والبيئة، وسبل العيش، وسلامة الأغذية، والأمن الغذائي العالمي، عندما تتغير البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات مع مرور الوقت وتطوّر قدرتها على مقاومة الأدوية. ولذلك أثر مدمِّر. فتصبح المضادات الحيوية وغير ذلك من الأدوية المضادة للميكروبات غير فعّالة ويصبح من الصعب جدًا أو من المستحيل معالجة العدوى. وهذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة والتسبّب بالوفيات لدى الإنسان والحيوان والنباتات.

وستوجّه الدول الأعضاء دعوة إلى العمل، طموحة وموجهّه نحو اتخاذ الإجراءات بهدف تعزيز الإجراءات المتعددة القطاعات لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال نهج صحة واحدة وتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وسوف تُنشر الدعوة إلى العمل على الموقع الإلكتروني لرئيس الجمعية العامة.

وقال تيدروس أدهانوم جابريسيس  ، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “لقد أبرزت جائحة كوفيد-19 بشكل واضح التقدّم السريع الذي يمكن إحرازه عندما تكون هناك إرادة سياسية وقدرة مؤسسية قويّتين- ومدى المخاطر التي نواجهها جميعًا في غيابهما. فلا بدّ لنا أن نضمن حشد وتوجيه أعلى مستويات الإرادة السياسية والعمل من أجل مكافحة التهديد المستمر الذي تطرحه مقاومة مضادات الميكروبات”.

وتمثل مقاومة مضادات الميكروبات جائحة تزداد تفاقمًا وهي تعيق التنفيذ الفعّال لأهداف التنمية المستدامة. ويلقى في الوقت الراهن ما لا يقل عن 000 700 شخص حتفهم سنويًا بسبب أمراض مقاومة للأدوية. وما لم يتمّ اتخاذ أي إجراء بهذا الصدد، فإن الأمراض المقاومة للأدوية قد تتسبب في وفاة 10 ملايين شخص سنويًا بحلول عام 2050، وبأضرار كارثية كتلك التي لحقت بالاقتصاد خلال الأزمة المالية العالمية في الفترة 2008-2009. وبحلول عام 2030، قد تدفع مقاومة مضادات الميكروبات بما يصل إلى 24 مليون شخص إلى دائرة الفقر المدقع.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة: “يمكننا القول إنّ مقاومة مضادات الميكروبات تشكّل أحد أكثر التهديدات تعقيدًا الماثلة أمام الأمن الصحي وسلامة الأغذية والأمن الغذائي في العالم. وتشير توقّعات منظمة الأغذية والزراعة، التي تنظر إلى مقاومة مضادات الميكروبات من خلال عدسة الأمن الغذائي، إلى أنّ الطلب على البروتينات الحيوانية سيرتفع بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2050 في العديد من الأقاليم، الأمر الذي يبيّن كيف أنّ مقاومة مضادات الميكروبات في الطفيليات الحيوانية تطرح تحديات جديدة أمام الإنتاج الحيواني. ويتعيّن علينا أن نواجه التحدي المزدوج المتمثل في تلبية الطلب على البروتينات الحيوانية والحد في الوقت عينه من مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات”.

وأضافت السيدة منوجو أيلوت، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، قائلة إنّ “تشجيع الممارسات الجيدة في مجال صحة الحيوان ضروري للمساهمة في الجهود العالمية الرامية إلى معالجة مقاومة مضادات الميكروبات. وتشير قاعدة البيانات العالمية للمنظمة العالمية لصحة الحيوان بشأن العوامل المضادة للميكروبات المعدّة للاستخدام في الحيوانات إلى اتجاه مشجّع نحو خفض كمية مضادات الميكروبات المستخدمة في الحيوانات المنتجة للأغذية. ومن أجل إحداث الأثر المتوخى من نهج صحة واحدة، يتعين علينا أن نستثمر وأن نعزز القدرات في جميع القطاعات بالتساوي، وأن ندعم الاستخدام الحذر والمسؤول للمضادات الحيوية في قطاع صحة الحيوان من أجل الحفاظ على فعالية هذه الأدوية الهامة “.

ويتضمّن الحوار التفاعلي الرفيع المستوى، وهو حدث يمتدّ على يوم واحد سيعقد في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، جزءًا افتتاحيًا، وأربعة جلسات تفاعلية لفرق الخبراء. ويركّز هذا الحوار على أربعة مجالات رئيسية هي: تقدير مقاومة مضادات الميكروبات في سياق جائحة كوفيد-19؛ وتقييم التقدم المحرز على الصعيد العالمي ورؤية الفريق القيادي العالمي المعني بمقاومة مضادات الميكروبات، فضلًا عن التنفيذ على الصعيد القطري؛ واستكشاف مصادر التمويل المستدام والبحث والتطوير، والابتكار من أجل إيجاد حلول منقذة للحياة وتسريع وتيرة اتخاذ الإجراءات لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.

وقالت السيدة أنجر اندرسون نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: “يؤدّي استخدام الإنسان للعوامل المقاومة لمضادات الميكروبات في نظمنا الغذائية، ومنازلنا، وفي أنماط استهلاكنا، إلى إنشاء حلقة مفرغة، وإلى تحفيز انتشار الميكروبات المقاومة للأدوية في البيئة، ما يهدّد سلامة التربة والمياه ويقوّض رفاهنا. ومن أجل الحد من الخطر المميت لمقاومة مضادات الميكروبات، ينبغي لنا إدارة النفايات على نحو أفضل، وممارسة الزراعة التي تساهم في تجدد البيئة والتي تبني المناعة الطبيعية في الطبيعة، وتعالج تلوّث المياه والتربة. وسوف يواصل برنامج الأمم المتحدة للبيئة العمل مع الشركاء من أجل مستقبل مستدام وآمن”

Leave a Reply